في خضم المناكفات السياسية الداخلية جاء تاريخ 17 و18 أيلول ليقلب المشهد الداخلي رأساً على عقب، ويبدّل الأولويات ويتخطّى المعايير، ليصبح الخصم الداخلي حليفاً والعدو الداخلي صديقاً. فهل يردّ «حزب الله» التحية للداخل أم سيردّها للخارج أولاً؟
في انتظار معرفة النتائج المترتبة على عملية تفجير شبكة «البايجر» غير المسبوقة، وما يمكن ان تعكسه على المفاوضات الجارية على جبهتي غزة وجنوب لبنان،
المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، تفجير البيجر الثلاثاء واللاسلكي امس، والهدف الأساسي شبكة اتصالات حزب الله، وسها عن بال الاسرائيليين ان حزب الله لديه عشرات الشبكات، وهذه الحرب لن تبدل شيئا في المعادلات،
لم تكن المستشفيات والمراكز الصحية وعموم المؤسسات المعنية بالقطاع الصحي بأفضل حالاتها قبل وقوع جريمة تفجير "البايجرز" الـPagers وسقوط عدد من الضحايا وآلاف الجرحى، فالقطاع الصحي كان منهكاً بفعل الأزمة المالية وشح الموارد ونقص الكوادر البشرية.
مع تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية وارتفاع مستوى المخاوف بين المواطنين من تفجيرات لأجهزة أخرى، طمأن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، اللبنانيين، إلى أن أجهزة الاتصالات الواردة شرعياً إلى البلد ليست عرضة للإنفجار.
في عصر ثلاثاء عادي، حدث ما لا يمكن تصوّره. بينما كان المئات يمدّون أيديهم إلى أجهزة البيجر الخاصة بهم، فجأة، تحوّل كل جهاز إلى كيان معادٍ، وانتحر أمام أعين الشباب
ما أن رفع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل موازنة 2025 إلى مجلس الوزراء حتى تركزت أعين المراقبين على حجم الضرائب التي يمكن أن تفرضها وعلى مستوى العجز فيها،
عقدت قوى الإنتاج، الهيئات الإقتصادية ونقابات المهن الحرة والإتحاد العمالي العام، إجتماعا طارئا في مقر المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي، وذلك على وقع التطورات الأمنية الخطرة، لا سيما العدوان الإسرائيلي بالأمس على لبنان واللبنانيين.
بكبسةِ زرٍّ سقطَ اثنا عشرَ شخصاً وجُرحَ أكثرُ منْ ثلاثةِ الآفِ شخصٍ لأنَّ العدوَّ قرَّرَ أنْ يُقرصِنَ على آخرِ مجموعةٍ وصلتْ إلى "الحزبِ" منْ اجهزةٍ تتلقى فقط الرسائلَ.
من حظ لبنان طبعاً أن تتشكّل خماسية دولية لمؤازرته على انتخاب رئيس للجمهورية والسهر على مصلحة شعبه، وقلّة من الدول التي تواجه الأزمات تحظى بالاهتمام الذي يحظى به لبنان، لكن من الواجب أيضاً مصارحة دول الخماسية ببعض الحقائق.