هل يُنصف المتمرنون وينهضون بالتعليم الثانوي الرسمي؟ - جريدة النهار

 
 - Jan 15, 2019



 قبل أن يلتحق الأساتذة المتمرنون للتعليم الثانوي في كلية التربية لإنجاز سنة الكفاءة، قبل إلحاقهم بالثانويات، اعتبر كثيرون أن عددهم الذي يتجاوز الـ2100 أستاذ، قد يشكلون رافعة جديدة للتعليم الثانوي الرسمي الذي يعاني من التراجع بسبب سيطرة التعاقد وإحالة جزء من الكادر التعليمي التاريخي الى التقاعد. لكن الأمور لا تسير حتى الآن وفق ما هو مقرر، فلا وزارة التربية تمكنت من حسم ملف المتمرنين الذين يمكنهم سد الثغر في التعليم الثانوي، ولا الحكومة حسمت بإلحاقهم وبإصدار مرسوم تعيينهم في الملاك. وها هم اليوم يطالبون برواتب متأخرة، وبإنصافهم من خلال منحهم الدرجات الست، وهي نقطة أساسية تعيد الموقع الوظيفي للأستاذ الثانوي.

لم تنته مشكلات المتمرنين على رغم انجازهم الكفاءة، فعندما كانوا يخضعون للدورة في كلية التربية العام الماضي، حجزت مخصصاتهم عندما طالبت كلية التربية في اللبنانية بسداد أكلاف تدريبهم من وزارة المال، إلا أن المشكلة الأساسية تبقى بمرسوم التعيين في ملاك التعليم الثانوي الرسمي الذي يبدأ على أساسه الأساتذة نيل حقوقهم في التدرّج. وقد اضطر المتمرنون إلى اعلان الإضراب، وعلى رغم دعوتهم من وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده، إلى "الالتحاق بالثانويات الرسمية المحددة لكل منهم، حفاظا على النضال المشترك الذي نخوضه في الوزارة مع الجسم التربوي، من أجل الحفاظ على مصلحة الجيل الناشئ وعلى حقوق الأساتذة في آن واحد"، فإن الاساتذة المتمرنين قرروا الاستمرار في الإضراب حتى مساء الإثنين، طلباً لإلحاقهم بالتعليم رسمياً وإعطائهم الدرجات الست والرواتب المجمدة.

بدا أن تحرك المتمرنين وهم اساتذة تابعون للتعليم الثانوي الرسمي مرتبط أكثر بدرجات السلسلة، وهي مشكلة يعانيها التعليم الثانوي بموقعه الوظيفي، إذ كيف يحرم الأستاذ الجديد الذي نجح في مجلس الخدمة المدنية وأنهى دورة كفاءة في التربية، من راتب لا يتضمن الدرجات أسوة بزملائه في التعليم؟ ولماذا لم يتم تثبيتهم في ملاك التعليم الثانوي؟

وفق المعلومات أن الوزير حمادة عمل جاهداً لإنجاز موضوع التثبيت، وكان يخرج كل مرة من اجتماعات اللجان النيابية ومن مجلس الوزراء ليعلن أن الملف حسم والأساتذة سيدخلون إلى الملاك، لكن الأمور كانت تتجه في كل مرة إلى التعقيد، إلى أن أصبحت الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، وهو ما دفع بوزير التربية الى الطلب من المتمرنين الالتحاق بالثانويات والتعليم إلى حين بت الأمور، إذ لا خيارات أخرى الآن سوى الانتظار، مع العمل على تأمين الرواتب المتأخرة للمعلمين.
الواقع أنه مضى أكثر من سنة على وعد المتمرنين باحتساب الدرجات الست، ونحو 6 أشهر لتسريع مرسوم الالحاق، علماً أن المعلومات تشير إلى أن المشكلة معلقة في وزارة المال لناحية الرواتب، فيما الدرجات الست تشكل نحو نصف الراتب للاستاذ الواحد، وهو مطلب لن يتراجع عنه المتمرنون بهدف إنصافهم أسوة بالآخرين.

يعتبر المتمرنون أن التحاقهم بالتعليم غير قانوني في غياب مرسوم الحاقهم، ومرسوم تثبيتهم في الملاك، خصوصاً وأن حقوقهم بالرواتب والمستحقات لا تزال معلقة. فهل يستمرون بالإضراب ويعطلون فعلاً الثانويات، مع تضامن رابطة الثانوي معهم؟ وهل ينصف المتمرنون بالتثبيت والإلحاق والدرجات ليشكلوا رافعة للتعليم الثانوي؟

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة