وكان هذا الموضوع طغى على ما عداه، سواءٌ في المواقف الرئاسية او الاتصالات، او خلال صياغة الفقرة المتعلقة بسيادة الدولة والتحرير من الاحتلال والقرار 1701 في البيان الوزاري، فضلاً عن استمرار تعليق حركة الطيران بين بيروت وطهران.
وعلمت «اللواء» ان متابعة موضوع الانسحاب الاسرائيلي وفق مهلة الثامن عشر من شباط ستتم من خلال تواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء.
وحسب المعلومات، فإن ادارة الرئيس دونالد ترامب امهلت الحكومة اللبنانية شهراً واحداً لانتشار الجيش اللبناني ونزع سلاح الميليشيات، وعلى رأسها حزب الله، والسلاح الفلسطيني المتفلِّت في المخيمات، والا سنضطر لادراج لبنان ليكون تحت الفصل السابع، وارسال قوات دولية لتنفيذ القرارات الصادرة عن الامم المتحدة في حال امتنعت الحكومة اللبنانية عن تطبيق القوانين الدولية كاملة المتمثلة بالقرار 1701 و1559.
البيان الوزاري
أنجز البيان الوزاري، وسيحال الى المجلس النيابي لتحديد مواعيد جلسات الثقة، المتوقعة ان تنجز قبل نهاية الاسبوع الجاري، بحيث تنال الحكومة الثقة بأصوات لا تقل عن 80 الى 90 صوتاً من اصل 128 نائباً.
وعلى مدى أكثر من أربع ساعات، خاض مجلس الوزراء في نقاش تفصيلي حول البيان الوزاري لحكومة الأصلاح والإنقاذ والذي وقع في ٧ صفحات فولسكاب، نقاش لم يفسد في الود قضية وفق مصادر سياسية مطلعة، لأن الحكومة بجميع مكوناتها تقر بما يشكل الاسس لبناء الدولة، فلا عبارة من هنا أو صيغة من هناك نسفت الجهود المبذول لجعل البيان يسلك طريق الإقرار.
وعُلم أن وزراء القوات ابدوا ملاحظات طالبوا فيها بأن تكون الصيغة المستخدمة في موضوع السلاح اكثر تشددا بما يجعل منها متوافقة مع التزامات لبنان ولذلك طلب هؤلاء الوزراء تضمين عبارة تجريد أو مصادرة السلاح weapon confiscation من الجماعات المسلحة للبنانيين وغير اللبنانيين شمالا وجنوبا. ومن هنا اتت تحفظاتهم، وكان نقاش مع الوزراء الشيعة.
وتردد أن بعض المناقشات لم تخلو من «العصف» وقد شوهد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي يرطب الأجواء نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري وهنا لفتت مصادر وزارية إلى أن ما من سجال كبير إنما أخذ ورد.
واذ اعتبرت أن الأجواء سادتها الأيجابية قالت أن المهم هو النتيجة أي إقرار البيان مع تعديلات غير جوهرية، اما التحفظ القواتي الآخر فهو على عبارة لبنان في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء، في حين كان المطلوب استخدام عبارة حق الدولة اللبنانية في الدفاع عن نفسها. وعلم أن المطالبة بتشغيل مطار القليعات قوبلت بمطالبة لتشغيل مطار رياق.
إلى ذلك علم أن تأكيدا برز على عدم استخدام عبارة العودة الطوعية للنازحين السوريين. وكان المجلس أقر البيان على أن يحال بعد إدخال التعديلات عليه وأكثرها بالصياغة إلى مجلس النواب.
وفي السياق، ذكرت بعض مصادر المعلومات ان نقاشات حادة جداً، حصلت داخل الجلسة على خلفية البند المتعلق بتنفيذ القرار 1701 والسلاح.
مضمون البيان
وكشف وزير الاعلام بول مرقص بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ان «رئيس الجمهورية اكد بأن البيان الوزاري يرتكز الى 80٪ من اتفاق الطائف و20٪ من خطاب القسم»..
واكد ان الرئيس عون اكد حماية التظاهر السلمي بدون التعدي، وبدون قطع الطرقات، مشدداً على الوضع الامني.
وحسب ما تلا وزير الاعلام يتضمن البيان الوزاري على «التزام الحكومة بتحرير جميع الاراضي اللبنانية وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، وبسط سيادة الدولة على جميع اراضيها بقواها الذاتية حصراً، والتزام الحكومة بقرار مجلس الامن 1701 كاملاً. بالاضافة الى الالتزام بالتدقيق الجنائي والمجلسي على الوزارات والادارات والمؤسسات العامة واجراء التعيينات في مجالس الادارة».
وتضمن البيان ايضاً: وجوب تحييد لبنان عن صراعات المحاور واطلاق حوار جاد مع سوريا، وضبط الحدود وعودة النازحين السوريين، وعدم استخدام لبنان كمنصة للتهجم على الدول الشقيقة، والعمل لاعادة الاعمار بكل شفافية عبر صندوق دعم لاعادة الاعمار.
وجاء في البيان: الدولة تمتلك قرار الحرب والسلم، وجيشها صاحب عقيدة دفاعية يحمي الشعب ويخوض اي حرب وفقاً لاحكام الدستور، كما ان الحكومة تلتزم وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني باتخاذ الاجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي، وتؤكد حق الدفاع عن النفس في حال حصول اي اعتداء وذلك وفقاً لميثاق الامم المتحدة.
وبالنسبة لوضع الجنوب، اعلن رئيس الجمهورية جوزف عون بعد لقاءات مع سفراء اللجنة الخماسية في بيروت ونقابة محرري الصحافة «ان العدوّ الإسرائيلي لا يُؤتَمَن له، ونحنُ متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل (اليوم) وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطنيّ موحّد وجامع. ولن أقبل بأن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية، وان خيار الحرب لا يفيد وسنعمل بالطرق الدبلوماسية لأنّ لبنان لم يَعُد يحتمل حربًا جديدة. والجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليّون، والمهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، و ان سلاح حزب الله فسيأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون».
كما اوضح ان «صدقية أميركا وفرنسا على المحك وهما تعملان على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي».
وقال: أن الجيش مسؤول عن حماية الحدود وهو جاهز «وإذا قصّر حاسبونا»، مضيفا: سلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون.
وقال السفير المصري بعد لقاء السفراء مع رئيسي الجمهورية والحكومة نواف سلام: أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من التحديات، وقد تناولنا مع دولته أمورا كثيرة متعلقة بما هو قادم من ملفات وعلى رأسها الإصلاح والإنقاذ، وهو مطلب الجميع ويسعى الى تحقيقه.
أضاف: هناك الكثير من الملفات المتعلقة بالإصلاح المالي والاقتصادي والقضائي واعادة الأعمار، وأيضا ملف لا يقل أهمية ويتصدر المشهد مع حلول موعد 18 شباط، والمتعلق بالانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية، وأكدنا على ضرورة ان يتم هذا الانسحاب في أسرع وقت، ونرجو أن يكون هناك التزام من الطرف الإسرائيلي بهذا الانسحاب.
وردا على سؤال يتعلق بالضغط على قوات الاحتلال من أجل تنفيذ الاتفاق قال: نؤكد وجود امرين مرفوضين تماما الأول، الاعتداءات المتواصلة على لبنان، وهذا ما أشار اليه دولة الرئيس في حديثه معنا، وهذه الاعتداءات هي اعتداء على سيادة لبنان وترفع ايضا تكلفة إعادة الاعمار..اما الأمر الثاني المرفوض، فهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، وبالتالي هناك التزام من الخماسية وأصدقاء لبنان العمل على انهاء هذا الاحتلال في أسرع وقت ممكن.
جنبلاط لوقف المزايدات
ومن عين التينة، اعلن النائب السابق وليد جنبلاط ان العلاقة مع الرئيس نبيه بري قوية وستبقى.
واعتبر جنبلاط: بقاء الاحتلال في التلال الخمس مخالف لاتفاق وقف النار.
واشار في موضوع الطائرات الايرانية: وزير الاشغال يتحمل موضوع التقنين للطائرات، ومن يتحمل مسؤولية التفتيش هو وزارة الداخلية لانها من مهمة جهاز امن المطار، وكفى مزايدات سياسية.
رجي: طلبت تنظيم رحلة للبنانيين من طهران لبغداد
وكلف الاجتماع الذي عقد في بعبدا، وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، متابعة الاتصالات لايجاد حل سريع بعد تحديد تعليق رحلات الطيران بين بيروت وطهران الى اجل غير مسمى.
واعلن الوزير رجي انه جرى الطلب من «سفيرنا في ايران تنظيم رحلة للبنانيين الى بغداد، وطائرة الميدل ايست تقلهم من بغداد الى بيروت، والتكاليف الزائدة ستتكفل بها الدولة واولويتنا هي عودة اللبنانيين الى بلدهم، ولا يجوز بقاءهم هناك بسبب اعطاء اذونات».
الجيش الإسرائيلي يعلن البقاء بـ5 نقاط
واليوم 18شباط، اعلن الجيش الاسرائيلي على لسان المتحدث العسكري ناداف شوشاني: بناءً على الوضع الراهن، سنترك قوات محدودة منتشرة مؤقتاً في 5 نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، بحيث «نواصل الدفاع عن سكاننا ونتأكل من عدم وجود تهديد فوري»، على حد تعبيره، مضيفاً: انه اجراء مؤقت حتى تصبح القوات المسلحة اللبنانية قادرة على تطبيق هذا القرار.
وذكر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «انه يجب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان كاملا وعلى دولة لبنان ضمان ذلك».
وتجاوز العدو الاسرائيلي جنوب شمال نهر الليطاني بمسافات ووصل الى مدخل الجنوب عند نهر الاولي وأستهدف بغارة من مسيرة سيارة نوع «هيونداي النترا» قرب الملعب البلدي في مدخل صيدا وعلى مسافة امتار من حاجز الجيش اللبناني، وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان في ظل معلومات عن وجود اشخاص داخل السيارة وسقوط شهيد. وتم إنتشال جثة من السيارة المستهدفة وعملت فرق الإطفاء على إخماد النيران التي اشتعلت فيها بعدما تناثرت قطعا. واصيب 3 اشخاص بجروح كانوا في الطريق. وضرب الجيش اللبناني طوقاً حول مكان الغارة.
وذكرت معلومات الاعلام الاسرائيلي «ان المستهدف يدعى محمد شاهين ووصفه العدو بأنه شخصية شخصية كبيرة مهمة. وانه مسؤول عسكري بحركة حماس- كتائب القسام».. كان متوجهاً الى مخيم عين الحلوة على ما يبدو.
ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم جيش العدوّ الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «اكس»: أنه وفي عملية مشتركة مع الشاباك، أغارت طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي في منطقة صيدا واغتالت محمد شاهين الذي شغل منصب قائد مديرية العمليات لحماس في لبنان».
وسبق الاعتداء تحليق طيران معادٍ في اجواء مدينة صيداوقرى شرق صيدا.
وتم الاعلان في فلسطين المحتلة عبر «قناة الحدث»: ان رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو خرج من جلسة محاكمته 10 دقائق للمصادقة على الغارة على صيدا.
وكانت قوات الاحتلال قد باشرت باكراً اعتداءاتها على قرى الجنوب، فنفذت تفجيرات عند مدخل العديسة لناحية الطيبة، في منازل ومحال ومحطة وقود. وعمدت إلى إضرام النيران في بعض المنازل في بلدة العديسة. كما نفذ تفجيرات في يارون.
وتوغلت قوة اسرائيلية صباحًا نحو وسط بلدة كفرشوبا بعد انتشار الجيش اللبناني فيها. كما عمدت الى تمشيط محلة الصوان بالقنابل والرشاشات الخفيفة والمتوسطة. ثم بدأت قوات الاحتلال أعمال تجريف في محيط جبانة كفرشوبا، عقب توغلها إلى البلدة. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية بالقرب من رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري، وعدد من الأهالي، خلال مراقبتهم توغل قوات الاحتلال إلى وسط البلدة. ثم قامت بنسف مزرعة مواشي في حرش الصوانة في كفرشوبا.وبعدها انسحبت القوة المعادية الى اطراف البلدة.
ونفذ العدو الاسرائيلي عمليات تمشيط بالاسلحة الرشاشة الثقيلة في منطقة راس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، مع توغل لآليات ودبابات العدو في منطقة حوشين غرب البلدة.
وأعلنت بلدية ميس الجبل أن الاحتلال الاسرائيلي انسحب من احدى النقاط التي كان متمركزاً فيها، ضمن منطقة المفيلحة، وما زال حتى الآن يحتل الاحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل وعددا من التلال، ونحن بانتظار دخول الجيش اللبناني وانتشاره في بلدتنا مع فرق الهندسة، لنكون خلفه لا امامه، ونحترم التوصيات التي تهدف الى حمايتكم وسلامتكم».
وظهراً، ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء ساحة رب ثلاثين، حيث يتجمع الأهالي وفرق البلدية التي تعمل على تنظيف الشوارع.
وسجل تحليق لطائرة استطلاع اسرائيلية على علو منخفض فوق قرى السلسلة الغربية من جبال لبنان المطلة على منطقة البقاع.
وبعد الظهر نفذّ العدو غارتين على منطقة إقليم التفاح. ومساءً نفذ العدوعملية تفجير في يارون وتفجيراً كبيراً في ميس الجبل.ونفذ مساء غارات على محيط الجسر الذي يصل منطقة الخردلي بمرجعيون وعلى بلدة طيرحرفا.
بالتوازي عملت عناصر الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية (مركز ميس الجبل التطوعي) على فتح بعض الطرق وتسهيلها في منطقة المفيلحة غرب البلدة، تمهيداً لدخول الجيش وفرق الهندسة والانتشار في البلدة. يذكر ان الجيش الاسرائيلي ما زال متواجداً في الاحياء الداخلية للبلدة.
وبدأ أهالي بلدة حولا بالتجمع صباحاً عند مدخل البلدة في انتظار الجيش اللبناني وسيارات الصليب الاحمر للدخول واجلاء جثة الشهيدة خديجة عطوي التي ارتقت شهيدة أمس الاول برصاص قوات الاحتلال مع ستة مواطنين حوصروا داخل البلدة بعد رفض إسرائيل السماح بإجلائهم، وهم الجريحة حنان عطوي (شقيقة خديجة) وزوجها جاد قطيش وطفلاها وفادي قطيش وطفلته.ولكن استمرت المماطلة الاسرائيلية بمنع دخولهم.
ومساء. تمكن الصليب الأحمر من دخول بلدة حولا وعثر على جثمان الشهيدة خديجة عطوي ونقل جثمانها إلى مستشفى تبنين الحكومي.
كما استهدفت غارة اسرائيلية وادي عين الزرقا في اطراف طير حرفا.