التزمت الادارة الاميركية الصمت إزاء رفض لبنان ما يتعلق من اصرار اسرائيل على إبقاء 5 نقاط استراتيجية تحت سيطرتها، لأسباب تعود إليها، وتخالف على نحو صريح اتفاق وقف اطلاق النار، قبل شهرين ونصف، في وقت وجد المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر التبرير بأن ينتشر الجيش اللبناني، وينزع سلاح حزب الله وينسحب الاسرائيليون.
وسط هذا «التفخيخ» تجاوز البلد ليل امس قطوعاً، عندما قررت شركة طيران الشرق الاوسط ارسال طائرة عائدة لها الى طهران لنقل اللبنانيين، الى بيروت، بعد اشكالات تنظيمية، واجراءات اقتضت الغاء رحلة طائرة ايرانية، كانت ستقلهم امس الى بيروت.
وسط ذلك، من المرجح ان تنهي لجنة صياغة البيان الوزاري القراءة الاخيرة اليوم، تمهيدا لاستكمال الاجراءات المطلوبة، مع بروز مؤشرات دعم مالية وسياسية للمرحلة السياسية الجديدة التي دخلها لبنان، مع الكلمة المتوقعة اليوم لرئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري.
الى ذلك لفتت المصادر إلى أن ما من موعد للإنتهاء من مسودة البيان الوزاري، وإن العمل جارٍ لتفادي أي ثغرة وكررت القول ان مضمونه لن يختلف عن مضمون خطاب القسم لرئيس الجمهورية وبيان تكليف رئيس الحكومة، موضحة أن ما من نقاط عالقة بالمعنى الصريح للكلمة إنما جهد لصياغة بيان جديد لا يشبه غيره حيث يتم تأكيد ثوابت أساسية لا سيما حصرية السلاح بيد الدولة والإصلاحات وبعض النقاط.
واشارت لمعلومات الى ان جلسة ستعقد اليوم للجنة البيان الوزاري، اذ كشف مصدر وزاري، انها ستكون مخصصة لقراءة نهائية، على ان ترفع البيان الى جلسة لمجلس الوزراء، مرجحة الاسبوع المقبل لاقرارها، ثم عقد جلسة لمجلس النواب، لمناقشة البيان، ومنح الحكومة الثقة.
لا زالت الحكومة منشغلة بإنجاز بيانها الوزاري بسرعة، واجتمعت لجنة صياغة البيان عصر امس في السراي الحكومية على امل انجازه خلال هذين اليومين على الاكثر، فيما انشغل الرئيسان جوزف عون ونبيه بري بمتابعة موضوع الانسحاب الاسرائيلي مما تبقى من مناطق في الجنوب، واكدا رفض بقاء الاحتلال في اي منطقة جنوبية. فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جانويل بارو: اننا اقترحنا أن تحل فرق من اليونيفيل محل القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
الجنوب طلب ورفض
فقد اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون امام وفد نقابة الصحافة أمس، أن «لبنان يتابع الاتصالات لالزام إسرائيل بالانسحاب في 18 شباط الجاري، ويتواصل مع الدول المؤثرة لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا للوصول الى الحل المناسب». وقال: امامنا صعوبات سنعمل على تذليلها، وفي مقدمها الوضع في الجنوب لاسيما انجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الجاري.
في هذا الوقت، وعشية اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز (العائد من فلسطين المحتلة) بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون. وتناول اللقاء آخر المستجدات الميدانية في الجنوب والخروقات الاسرائيلية لإتفاق وقف النار ولبنود القرار الاممي ١٧٠١ .
وافادت المعلومات مساء ان بري أكد رفض نشر أي قوات اجنبية في اي مواقع حدودية لافتا إلى أن اليونيفيل والجيش جاهزان لهذه المهمة.
وقال بري للإعلاميين: الاميركيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في ١٨ الشهر من القرى التي ما زال يحتلها ولكنه سيبقى في ٥ نقاط، وقد أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك. وقد رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة عمل الإنسحاب، ومن مسؤولية الأميركيين أن يفرضوا ذلك وألا يكونوا قد تسببوا بأكبر نكسة للحكومة.
اضاف: إذا بقي الاحتلال فهذا يعني أن الإسرائيلي سيقيد حرية الحركة في لبنان وهذا أمر مرفوض والأيام بيننا، وهذه مسؤولية الدولة والجيش يقوم بواجبه كاملا في جنوب الليطاني، أما في ما يخص شمال الليطاني فلا شأن للاميركيين به هذا الأمر يعود للبنانيين ولطاولة حوار تناقش استراتيجية دفاعية.
وتابع بري: حزب الله يلتزم بشكل كامل. وإذا بقي الإحتلال فهذا يعني أن الإسرائيلي سيمارس حرية الحركة والعدوان في لبنان وهذا أمر مرفوض.
واكد الرئيس بري: ان تشييع السيد حسن نصرالله سيتم بهدوء ولا إطلاق للنار والجيش وقوى الأمن سيحفظان الأمن.
وفيما يستعد لبنان لاستقبال الموفدة الاميركية مورغان اوتاغورس، قال المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر انه في حال انتشر الجيش اللبناني في الجنوب، فإن اسرائيل ستنسحب، وعلى السلطة السياسية ان تعطي الامر للجيش لنزع السلاح، اما بالنسبة للنقاط الـ5 فأشار الى انه في حال تمكن الجيش اللبناني من الانتشار، فسينسحب الجيش الاسرائيلي..
وحول المساعدات للحكومة، قال شنكر: الحكومة ستحصل على مساعدات وفرص الاستثمار في حال طبقت. وقال: لن تعيد اعمار مناطق حزب الله في حال بقي الفساد على حاله، متهما حزب الله بأنه هو من وضع النيترات في مرفأ بيروت.
رئيسة الصندوق الى بيروت قريباً
وتزور مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغينفا لبنان في وقت قريب، لاستئناف المفاوضات الجدية مع الحكومة الجديدة، واعتبرت ان الاولوية في السداد ستكون لاصحاب الودائع قبل حملة السندات في اطار خطة الحكومة لمعالجة الازمة المالية واعادة الثقة بالنظام المصرفي.
تسلم وتسليم
وجرت عملية التسلم والتسليم في وزارتي الطاقة والمياه، والتربية والتعليم العالي، بين الوزير الجديد جو صدي وسلفه وليد فياض، والوزيرة ريما كرامي وسلفها عباس حلبي، ووزير الدفاع العميد ميشل منسى وسلفه موريس سليم.
خطاب الحريري
ويلقي رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري خطابا اليوم في احياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، يتطرق فيه الى التطورات، وامكان العودة لممارسة العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في العام المقبل.
من المرتقب ان يعلن الحريري عن العودة عن تعليق تيار المستقبل العمل السياسي، والاستعداد لخوض الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة في كل لبنان وبيروت تحديدا، انطلاقا من الحرص على جمع كل المكونات السياسية والطائفية في المجلس البلدي الجديد وتجنب حصول اختراقات على حساب احد المكونات، على ان تجري التحضيرات لخوض الانتخابات النيابية في كل لبنان العام المقبل.
وفي الإطار، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من المفتين والعلماء، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في وسط بيروت، وبعد قراءة الفاتحة عن روحه ورفاقه الأبرار، قال مفتي الجمهورية: «في الذكرى العشرين لغياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما زالت الساحة اللبنانية والعربية تفتقد إلى هذه القامة الوطنية العربية الكبرى، التي استطاعت أن تشكّل بدورها رمزا وطنيا وعربيا ودوليا، يمثل الوجه الحضاري للبنان ودوره في هذه المنطقة من العالم».
أضاف: «خسارتنا للرئيس الشهيد، هي خسارة وطنية وعربية وأخلاقية وإنسانية كبرى، جسّدها الرئيس الشهيد، في ممارساته الوطنية والسياسية، التي تجاوزت بعمقها الخنادق المذهبية، والكهوف الطائفية التي ما زلنا نعانيها في هذا الغياب الكبير، الذي نفتقده فيه اليوم، وما أحوجنا في هذه الأيام الصعبة إلى أمثاله».
وقال: «وفي هذه المناسبة الأليمة، نتوسّم خيرا بدور الرئيس سعد الحريري، حامل أمانة الإرث الوطني العامل على نهضة لبنان ورسالته الحضارية في هذا الشرق العربي».
دعوات للمشاركة
الى ذلك، سلّم وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد الرؤساء، جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، دعوات للمشاركة في تشييع الامين العامين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في 23 شباط الجاري.
طائرة الميدل إيست لإعادة اللبنانيين
وتفاعلت قضية تواجد لبنانيين في مطار طهران، بعد القرار بمنع طائراتهم الايرانية من المجيء الى بيروت والهبوط في المطار.
تحرك على طريق المطار
وشهدت طريق مطار رفيق الحريري الدولي حالة من الغضب، إذ اقدم مواطنون على قطع الطريق واشعال الاطارات احتجاجا على ما وصفوه بـ «خضوع الحكومة اللبنانية» لاملاءات العدو الاسرائيلي.وأصبي ثلاثة أشخاص بجروح حالة أحدهم خطرة.
وتوجهت امس طائرة من خطوط طيران الشرق الاوسط لنقل اللبنانيين الى بيروت، بعد الغاء رحلة مهال اير.
وغزت المديرية العامة للطيران المدني الامر الى اجراءات امنية اضافية تتوفق مع المقاييس والمعايير الدولية والمواثيق المتبعة من قبل منظمة الطيران المدني- الإيكو وجرى ابلاغ الشركات المعنية بهذا التعديل، وجدولة توقيت الرحلات القادمة الى لبنان من الجمهورية الاسلامية الايرانية لغاية تاريخ 18 شباط 2025.
الترويج المعادي
جنوباً، استمر الترويج الاسرائيلي لعدم انسحاب قوات الاحتلال من القرى الجنوبية التي لا زال متواجداً فيها، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية «بأن الجيش الإسرائيلي حصل على موافقة الولايات المتحدة لإنشاء نقاط مراقبة جديدة تهدف إلى رصد نشاط حزب الله». وفي المقابل، افادت وسائل إعلام إسرائيلية اخرى «بأن أميركا رفضت طلباً إسرائيلياً لتأجيل الانسحاب من جنوب لبنان، مؤكدة التزامها بالجدول الزمني المحدد، لكنها وافقت على نقاط مراقبة مؤقتة، أن الجيش الإسرائيلي سينشر مئات الجنود في 5 مواقع مؤقتة جنوبي لبنان».
لكن صحيفة «هآرتس» قالت: أن الولايات المتحدة لم تقرر بعد الموافقة أو رفض طلب الاحتلال.
و مع ذلك، ذكرت قناة كان 11» العبرية ان « الجيش الإسرائيلي بدأ بإقامة خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية».
اضافت: هذه الخطوة جاءت بعد أن حصلت إسرائيل على موافقة أميركية لإبقاء قواتها العسكرية في هذه المواقع حتى بعد انتهاء فترة الاختبار لاتفاق وقف إطلاق النار، المقرر أن تنتهي يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت: بالتزامن مع إنشاء هذه المواقع، من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من القرى الشيعية في المنطقة، بما في ذلك في القطاع الشرقي ومنطقة جبل الشيخ (حرمون). ووفقًا لمصادر في الجيش الإسرائيلي، فإن العمليات داخل القرى استُنفدت، لكن هناك حاجة إلى خطوة انتقالية قبل تنفيذ انسحاب كامل.
وحسب الاعلام العبري: «تهدف المواقع العسكرية الجديدة إلى تمكين إسرائيل من مراقبة تنفيذ الاتفاق والتأكد من أن الجيش اللبناني يمنع حزب الله من العمل في المنطقة الحدودية».
وزعم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر لـ «بلومبرغ»: أن التزامات لبنان لا تشمل إبعاد «حزب الله» عن الحدود بل نزع سلاحه، و سنحتفظ بـ5 نقاط استراتيجية داخل لبنان بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار.
ميدانيا، عمد جيش العدو منذ الصباح الباكر، الى اضرام النيران بمنازل وممتلكات عدة في بلدة العديسة. والقت مُحلَّقة إسرائيلية قنبلتين عند الأطراف بين بلدتي برعشيت وعيترون.
الى ذلك، نعت المُديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي شهيدها الرقيب خليل علي فيّاض، الذي استُشهد مُتأثّرًا بجروحه التي أُصيب بها، جرّاء إطلاق العدوّ الإسرائيلي النّار على بلدة عيترون بتاريخ 26-01-2025.
كما أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان تمكن الفرق المختصة من انتشال أشلاء شهيد عند مدخل محلة وادي قيس – الخيام، حيث تم نقلها إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لإجراء الفحوصات الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوصات الحمض النووي (DNA)، بإشراف الجهات المختصة لتحديد هويته.
وليلاً، شنت الطائرات الاسرائيلة غارات على محيطة بلدة زبقين وعلى مناطق في الليطاني.