|
|
إنتبهوا..! - جريدة الانوار - الهام سعيد فريحة
- Oct 01, 2024
|
|
|
|
إنتبهوا..!
بعدَ العاصفةِ الكبيرةِ التي ضربتْ البلادَ،
أعادَ الرئيس نبيه بري الامساكَ بالمبادرةِ السياسيةِ ليطرحَ في حديثٍ صحافيٍّ وقفَ إطلاقِ النارِ مع اسرائيل، والعودةَ إلى تطبيقِ القرارِ 1701 كحلٍّ سياسيٍّ وحيدٍ.
وهو امرٌ طبيعيٌّ وغيرُ مبالغٍ فيهِ منْ زعيمِ الطائفةِ الشيعيةِ الاوحدِ اليومَ رغمَ ثقلِ الكارثةِ التي حلَّتْ على مجتمعهِ وطائفتهِ.
يُعيدُ الرئيس بري لملمةَ الجراحِ خوفاً على ما تبقَّى امامَ حجمِ التهديداتِ الاسرائيليةِ لتدميرِ ما تبقَّى وقتلِ وإغتيالِ مَنْ تبقَّى.
ولكنْ هلْ الفرصةُ جدِّيةٌ لوقفِ إطلاقِ النارِ وتطبيقِ القرارِ 1701؟
منْ الأكيدِ أنَّ الفرصةَ غيرُ متاحةٍ طالما أنَّ نتنياهو يريدُ أنْ يُمسكَ بالخطَّةِ داخلياً وخارجياً حتى النهايةِ ليقطفَ ثمارها أكثرَ فأكثرَ،
لذلكَ وفي موازاةِ التهويلِ والتحضيرِ للحربِ البريَّةِ نقلَ طائراتهُ إلى اليمن ليشنَّ أعنفَ الغاراتِ على ميناءِ ومطارِ الحُديدةِ.
في تطوُّرٍ خطيرٍ لم يردعهُ فيهِ احدٌ.
***
ويبدو أننا سنكونَ امامَ حربِ إستنزافٍ طويلةٍ على القرى والبلداتِ اللبنانيةِ، نسينا فيها حربَ غزة ومعاركها لنتفرَّغَ ونسألَ منْ سقطَ هنا ومَنْ قُتِلَ هناك وماذا احترقَ هنا وماذا دمَّروا هناكَ.
نحنُ امامَ آلةِ قتلٍ وحشيَّةٍ لنْ تنفعَ معها زيارةُ وزيرِ الخارجيةِ الفرنسيةِ ولا حركةُ المبادراتِ القطريةِ – المصريةِ،
نحنُ امامَ آلةِ تدميرٍ وحشيَّةٍ مستمرَّةٍ منْ دونِ رادعٍ، فيما الانظارُ متجهةٌ حولَ ظروفِ تشييعِ امينِ عامِ الحزبِ، والخلافةُ والهيئةُ السياسيةُ الجديدةُ بعدَ ورودِ الاخبارِ حولَ انتخابِ مجلسِ الشورى السيد هاشم صفي الدين اميناً عاماً جديداً.
***
في الانتظارِ ثمَّةَ قنبلةٌ موقوتةٌ جديدةٌ اسمها نازحو الداخلِ الذينَ تخطَّى عددهمْ المليونَ ومئتين وخمسينَ الفَ نازحٍ بينَ لبنانيٍّ وسوريٍّ.
فامامَ العجزِ الحكوميِّ في إيجادِ ملاجىءِ إيواءٍ وطعامٍ لجزءٍ كبيرٍ منْ هؤلاءِ،
يُخشى أنْ تتطوَّرَ هذهِ الأزمةُ إلى ما يشبهُ القنبلةَ مع بدءِ الاحتكاكاتِ بينَ الناسِ على الارضِ وبينَ حركةِ "احتلالِ" بعضِ الاماكنِ العامةِ وحتى الخاصةِ،
وصولاً إلى التزاحمِ على مصادرةِ بعضِ الاماكنِ بينَ مجموعةٍ واخرى وبينَ لبنانيينَ وسوريينَ.
***
فمنْ الذي يضمنُ أنْ لا يدخلَ طابورٌ خامسٌ ويستغلَّ هذهِ التبايناتَ لتحدُثَ فوضى ما،
وهذا ربَّما ما تخطِّطُ لهُ اسرائيلُ ايضاً.
إنتبهوا!
|
|
|
|
|
|
يوجد حاليا
|
|
|