كلمة الدكتور اسماعيل سكرية في الحركة الثقافية انطلياس

 - Dec 08, 2017



 كتاب "الصحة حق وكرامة" ، يختصر تجربة مرتكزاتها ثلاث "تربوية- طبية- سياسية"

·       اساسها والعمق، تكون بتربية منزلية ثقافية ، تحاكي الناس بانسانيتها بدون تصنيف او تمييز، تشاركهم معاناتهم وهمومهم واحلامهم، منخرطة في حمل لواء الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم... ثقافة تلتزم ما تؤمن به من مبادىء وقيم ، بالممارسة وامتحان الذات لا بضجيج الخطاب ورنين الشعار والممارسات الفلوكلورية. وتعززت بالمناخ الوطني الليبرالي المنفتح في مدرسة برمانا العالية .

 

·       دراسة الطب، جاءت تلبية وترجمة لهذه الثقافة "الانسانية- الاجتماعية"، لما يختزنه الطب من طاقة مضافة تتخطى جسد المريض لتصل اعماق وخفايا شخصيته ، فكان من الطبيعي ان يمارس "رسالة لا مهنة" والفارق كبير بين "الحكيم والطبيب" ... فكانت النتيجة تمدد وتعمق العلاقة بالناس، وارتفاع حرارة التفاعل معها بالشكل الاجمل والامتع والامنع ... وانتهى ذلك بالوصول الى الميدان السياسي ، بفعل قدرة هكذا علاقة على استدراجك لهذا الملعب، وبدفع مباشر من الناس خارج اي وسيط سياسي ام حزبي ام مالي، لا بدفع طموح ذاتي يعتمد "فن الوصول" سعيا وراء لقب "برستيج" لا قيمة له الا في عقل صاحبه ، براق العنوان بارد المضمون لفقدانه الاحتضان بدفء محبة الناس

·       عام 1996 ، وصلت الندوة النيابية مستقلا منفردا عن محافظة البقاع ، وبدعم وحراك مباشر من الناس ، سبقتها تجربتي نقابة الاطباء 1992-1994 ومجلس ادارة صندوق الضمان 1993-1998 ، حيث تزودت ببعض خبرة في الشؤون النقابية الصحية الاجتماعية لما هي عليه من تماس واطلالة بهذا الشان ... وسرعان ما وجدت نفسي امام امتحان هو الاصعب في هذا الزمن ، وخيار من اثنين :

-         اما الانخراط والانسجام في سياسات تتقن فنون الشطارة والتزبيط وعقد الصفقات ، بما هو اقرب الى سياسة "سوق عرض وطلب"

-         واما الانسجام مع الذات ، والوقوف مع الحق والعدل والقانون وممارسة دور النائب الصحيح ، نائب الامة حسب الدستور، "رقابة ومساءلة ومحاسبة" بوجه ممارسات الفساد والبلطجة، خاصة ان الامتحان تمحور حول القضية الاقدس والاهم وهي الصحة العامة، صحة الناس وكرامتها، فوضع قسمك الطبي امام الامتحان ايضا.

الخيار الاول يربحك الرقم المصرفي الملوث ، كما الوصول الى مناصب وعناوين اخرى ، فتخسر نفسك وتاريخك وكرامتك، كما قسمك الطبي بما حمل من اخلاقيات وقيم انسانية، وتكتفي منبهرا بلقب صاحب السعادة والنمرة الزرقاء.

       الخيار الثاني، يستطيع ان يقطع عليك طريق الوصول المذكور ، لكنه اعجز من قطع طريق الوصول الى الحقيقة وقلوب الناس ... بل هو وفي قرارة نفسه يحترم بك ما يفتقده ..!!

وكان ان اخترت الثاني ، فكانت هذه التجربة وهذا الكتاب، الذي تالقت شعبيته في احتفالات توقيعه المتنقلة والمستمرة لا زالت في جميع المناطق اللبنانية ، تعبيرا عن توق الناس لقضية خالية من التلوث..!!

 

الكتاب

يختصر تجربة 20 عاما في مواجهة الفساد في القطاع الصحي، داخل مجلس النواب  وخارجه، مع استطلاع لتاريخ النظام والصحة منذ الاستقلال .. اردت من خلاله:

-         توثيق التجربة

-         اطلاع الرأي العام على واقع القطاع الصحي وعمق ازمته المنطلقة من:

·       نظام سياسي طائفي لا يبني دولة حقيقية تطبق القانون ، ولم يثبت احترامه للصحة العامة وما يليق بها من تمايز بالتعاطي

·       مجالس نواب متعاقبة ، اكدت رضوخ قرارها في مفاصل الشان الصحي وخاصة الدواء للقرار المافياوي الدوائي ( الرئيس بري – 30 تموز 2000)

·       غياب ثقافة المواطنة ، والفهم الحقيقي لدور النائب وهو الاهم في تركيبة النظام ، ليعي الناخب انه المسؤول اولا، وبالتالي فان الكرة في ملعبه ..

 

-         مخاطبة كافة شرائح المجتمع وخاصة الاطباء ، لان الطبيب هو محور اساس في تطبيق السياسة الصحية ، ليتحمل الكل مسؤولياته..

اّمل ان يشكل هذا الكتاب ، بما له وما عليه ، منطلقا جديا لحوار "وطني صحي" ، يعتمد "العلم والقانون" واستنهاض ثقافة المواطنة لدى الناس... والاجابة على السؤال الموجه الذي حملته التجربة وهو:

-         اوليس من الاشرف والاكرم والاصدق وطنية ، العمل على توحد اللبنانيين حول قضاياهم المعيشية المشتركة الواحدة واهمها صحتهم ،وفصلها عن اصطفافاتهم السياسية التي تفرق ، وانقاذهم من زجليات وسمفونيات العيش المشترك، الخاضع للاختبار عند كل مفترق وتستخدم فيه الناس وقودا ..؟؟

 وهنا يبرز دور المنابر الثقافية ، كهذا المنبر العريق الذي يجمعنا اليوم ، لما يفترض منها ان تعتمد ثقافة "اللقاءات الوطنية الجامعة والحوار المنفتح"

ان الاجابة ، هي عند الناس...!!

 

 

                                                               الدكتور

                                                         اسماعيل سكرية

                                                   الحركة الثقافية- انطلياس

                                                       2017/12/6

 

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة