وهم تحديد سعر الدولار: السوق السوداء تنتعش - جريدة المدن - عزة الحاج حسن

 

 - Jan 23, 2020



 لم ينعكس الإعلان عن تشكيل الحكومة مساء الثلاثاء الفائت هدوءاً في سوق الصرافة، على الرغم من تلازمه مع إعلان نقابة الصرافين تحديد سعر لشراء الدولار عند 2000 ليرة كحد أقصى، بالاتفاق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فالصرافون تداولوا الدولار بأسعار متفاوتة بين منطقة وأخرى، فتراوح سعر المبيع بين 2250 ليرة و2300 ليرة مقابل الدولار فيما تراوح سعر الشراء بين 1980 ليرة و2050 ليرة.


السوق الموازية
الدولار لم يتراجع كما أمل البعض، وكما أوحت نقابة الصرافين في بيانها الأخير. ويبدو أنه لن يستقر في محيط الـ2000 ليرة بل سيعاود الارتفاع. إذ أن السوق السوداء ستنتعش في المرحلة المقبلة، ما من شأنه رفع مستوى قدرتها على التحكم بسوق الصرافة وبالعملة الصعبة. ووفق مصدر مصرفي، فإن "مسبّبات ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية لا زالت قائمة.. لذلك، من المُستبعد انخفاض سعر صرف الدولار في المرحلة المقبلة".

وإذ يذكّر المصدر، في حديثه إلى "المدن"، بالأسباب التي دفعت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في الأشهر الأخيرة، وهو شح الدولار في الأسواق، وتقنين مصرف لبنان لتغطية عمليات الاستيراد من الخارج، باستثناء استيراد القمح والمحروقات والأدوية، ومؤخراً تغطية استيراد المعدات الطبية، أضف إلى الإجراءات القاسية التي تمارسها المصارف على حركة التحويلات المالية، والقيود على حركة السحوبات، إذ باتت تتراوح قيمة السحوبات من المصارف بين 50 و300 دولار بالحد الأقصى، ويُضاف إلى ذلك تراجع مستوى التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين إلى لبنان، واقتصار التحويلات على مبالغ صغيرة يتم تحويلها عبر مؤسسات التحويل المالي، وليس عبر المصارف، إضافة الى شبه انقطاع لتحويلات المستثمرين إلى لبنان وشح الإيرادات السياحية.

استغلال الظرف
كل تلك العوامل ساهمت، في وقت سابق، بشكل من الأشكال، بشح الدولار في مقابل استمرار الطلب عليه. وهو ما يضمن ارتفاع سعر الصرف من قبل الصرافين حتى أنه وصل الى نحو 2500 ليرة للدولار خلال الشهر الفائت. وما هو أكثر خطورة تمنُّع الصرافين في اليومين الماضيين عن شراء الدولارات من المواطنين، وفق شهادات أكثر من شخص. فعدد كبير من الصرافين يؤكدون للزبائن الراغبين ببيع الدولار بأن سعر شراء الدولار 2000 ليرة "لكن لا يمكننا شراءه في المرحلة الراهنة"، بمعنى آخر توقف عدد كبير من الصرافين عن شراء الدولار يوم أمس، فيما استمروا في بيعه بأسعار مرتفعة. ريثما يستعيد صعوده مع تراجع المعروض وزيادة الطلب ليحققوا مزيداً من الأرباح.

هذا الواقع دفع بعدد من الصرافين غير القانونيين، ومنهم من هو قانوني، إلى استغلال الظرف وبيع الدولار بما يفوق الـ2200 و2300 ليرة لبنانية.

صراحة الوزير
وكان وزير المال في الحكومة الجديدة غازي وزني، قد استبعد في حديث له "أن يعود سعر صرف الدولار الأميركي إلى ما كان عليه سابقاً، أي إلى 1500 ليرة، معتبراً أن "ضبط السوق الموازية في المرحلة المقبلة مرتبط بعمل الحكومة".

غير أن عمل الحكومة، مهما كان تقدّمياً، لن يتمكن من ضبط مستوى سعر الدولار في السوق الموازية، ما لم تتمكّن من ضبط السوق السوداء، التي استُحدثت في الفترة الأخيرة. ومن المتوقع توسيع نشاطها بعد إقرار نقابة الصرافين تحديد سعر شراء الدولار عند 2000 ليرة. ووفق نقابة الصرافين، هناك ما قارب 500 محل صرافة غير قانوني، إضافة إلى صرافين أو تجار عملة يعملون متجوّلين في بيع العملات ومنها الدولار، ويتحكّمون بسعر السوق بطريقة غير مباشرة.

 
 
أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة