«وثيقة وطنيّة» لـ «الهيئات» والإتحاد العمّالي والمهن الحرّة :
للتمسّك بالخطاب الهادىء ودعم رئيسي الجمهوريّة والنواب - جريدة الديار

 
 - Nov 17, 2017



 سلمت «قوى الانتاج» المكونة من الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة رئىس الجمهورية العماد ميشال عون في اللقاء الذي تم في القصر الجمهورية «الوثيقة» التي اعدتها خلال الاجتماع الذي عقدته في مقر الاتحاد العمالي العام، اعلنت فيها انها ستبقى موحدة حفاظاً عن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتدعم مواقف رئيسي الجمهورية والنواب في الحفاظ على لبنان الجامع للجميع. 
وخلال اللقاء، جدد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، الدعم الكامل لمواقف الرئيس عون والوقوف الى جانبه، واكد تعاون الهيئات معه بشكل كامل، مشيداً بحكمة رئيس الجمهورية في ادارة دفة البلاد للوصول الى بر الامان، وبإدارته ايضاً للازمة التي نجمت عن اعلان الرئيس الحريري استقالته من الخارج، والاتصالات التي اجراها والتي ستثمر عودة قريبة لرئيس الحكومة.
وشدد القصار على الوقوف خلف عون وفق الشعار الذي رفعه لجهة تغليب المصلحة الوطنية على ما عداها، وعلى الا يكون لبنان ممراً لاستهداف الاشقاء العرب ولا سيما الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها السعودية، والتعاطي مع الازمة الحالية وفق ممارسة اقصى درجات الحكمة والوعي لتجنيب البلاد العودة الى الوراء. 
كما تحدث رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي اشاد بمواقف الرئيس عون الرافضة للظلم، واكد الوقوف خلف المؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، ودعا الى عقد اجتماعي برعاية الرئيس عون بين ارباب العمل والعمال، من اجل تحقيق الاصلاح الذي لا قيامة للبنان من دونه.
وبعد اشادة لرئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت محمد شقير بما يقوم به رئيس الجمهورية وما يتخذه من مواقف من اجل لبنان، تلا رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد بعض بنود الوثيقة الصادرة عن الاجتماع، وابرزها الوقوف صفاً واحداً دفاعاً عن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والتأكيد على الثقة بصلابة العملة الوطنية وقوة القطاعات الانتاجية والمصرفية والخدماتية وابداع اللبنانيين. 
ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، مشيراً الى انه يأمل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان خلال ايام، وان تكون هذه الازمة قد شارفت على الانتهاء. وقال ان من يتمتع بالحق والمنطق والاقدام فلن يخسر، وهذا ما حصل في الفترة الاخيرة. وشدد الرئيس عون على ان الوفد يمثل ازدهار الوطن الذي يتأتى من الانتاج، وانه يعتمد على اعضاء الوفد في هذا المجال.
واكد رئيس الجمهورية ان الدولة «وفّرت الامن والعدالة وظروفاً مالية ستظهر قريباً لجذب الاستثمارات، وفق الخطة التي وضعناها، وما تحقق خلال هذه السنة لا يعتبر انجازاً بل نجاحنا في التغلب على العقد التي كانت تؤخر تنفيذها هو الانجاز، وسنستأنف قريباً العمل بعد التوقف القسري الذي فرضته الازمة الاخيرة، كما سنعمل لكسب الثقة الدولية من خلال تخفيف العجز بنسبة جيدة حتى اعادة التوازن الى الموازنة بما يوقف الاستدانة، وهذا يحتاج الى بعض الوقت لكننا نسير وفق هذا المسار».
    
 الاجتماع في الاتحاد العمالي 

وكان الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية ونقابات المهن الحرة عقدت لقاءً موسّعاً في مقرّ الاتحاد، تحت شعار «الاستقرار للاستمرار: وحدتنا.. انتاجنا، انتاجنا..مناعة وجودنا وبقائنا»، في حضور رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس اتحاد الغرف في لبنان محمد شقير، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، نقيب محرّري الصحافة الياس عون، وممثلين عن نقابات المهن الحرة والهيئات والنقابات الاقتصادية والاتحادات العمالية.
وألقى الأسمر في بداية اللقاء، كلمة «باسم عمال لبنان في بيت العامل، بيت الشعب اللبناني - في هذا اللقاء النوعي». وقال: إذا كان من رمزية لهذا اللقاء فإنما يرمز إلى بداية ارتقاء العلاقة بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية إلى مستوى جديد ومتقدّم وواعد، نأمل أن يكون خطوة رائدة في سبيل خير الوطن والمواطن وتثبيت الاستقرار الاجتماعي والمعيشي وتكريس انفراج على جميع الأصعدة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن.
أضاف: وما يزيد من أهمية هذا اللقاء أنه يأتي في ظرف سياسي واجتماعي واقتصادي بالغ الدقة، وتتخطى مفاعليه أرض الوطن. وما تنظيم هذا اللقاء إلا للتأكيد على وحدة الصف ووحدة الموقف خلف المؤسسات الدستورية الوطنية، بدءا من مؤسسة رئاسة الجمهورية إلى مؤسسة المجلس النيابي إلى المرجعيات الروحية والزمنية التي أثبتت قدرتها العالية في التصدي للأزمات الناتجة عن استقالة دولة الرئيس سعد الحريري، وهنا نؤكد أن عودته تشكل مدخلا للانفراج السياسي والاقتصادي.
وتابع: ندعو إلى المزيد من الخطاب الهادئ البعيد عن التشنج من قبل جميع الأطراف السياسية». وقال: «ان لبنان مر بأزمات عديدة في تاريخه الحديث وتجاوز تلك الأزمات بفضل وعي اللبنانيين وحكمة قياداتهم. ونحن على ثقة بأن تجاوز الحالة الراهنة سيتم سريعا بفضل ذلك الوعي الوطني وسبل المعالجة القائمة.
وختم: انطلاقًا من ذلك، نرجو لهذا اللقاء أن يكون مقدمة لعلاقات سوية ومتوازنة ومحترمة بين جميع أطرافه وأن يشكل محطة أساسية للانطلاق في معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية القائمة، وهي كثيرة ومستحقة وعلى قاعدة حماية اقتصادنا الوطني وإنصاف عمالنا وتأمين الاستقرار الاجتماعي.
ثم بدأت جلسة المناقشة والحوار بين الهيئات المشاركة والتي أكدت «أهمية التضامن والوحدة في هذه الظروف».

 عربيد يتلو الوثيقة 

وبنتيجة المناقشات، تلا عربيد وثيقة باسم المجتمعين، هنا نصّها: «حين يقفُ الوطنُ بثباتٍ خلف سورٍ منيعٍ من وحدةِ أبنائه حول تماسكِ بلدِهم مؤسّساتٍ ودستورًا وقوانين فإنّه يتخطّى أيَّ أزمة قد تخيّمُ على امتداد مِساحته.
وها نحن في وطننا لبنان، وطنِ الصيغة والنظام والمأسَسةِ والنتاج المجتمعيّ
وطنِ الإنسان والأحزابِ والتعدّدية الفكريّة والثقافيّة
وطنِ الجمهوريّة الحاضنة لمواطنيها من كل فئاتهم وانتماءاتهم 
ها نحن اليوم عند مفترق سؤالَين : هل نستمرُّ في الإمساك بأيدي بعضِنا البعض فندعّمَ بنيانًا أخذ يعلو منذ سنة أم نتباعدُ فريقين واتّجاهينِ فنُضعفَ قوّة مؤسّساتِنا ونخسرَ رصيدًا ينمو اجتماعيّا واقتصاديًا وأمنيًّا لنرى البنيان يتهاوى؟ 
خيارنا واحدٌ وحيد.
دولة مؤسسات شئناها ولا نزالُ غداة انتخابِ رئيسِ جمهوريّتنا ، وبعد انطلاقةٍ حكوميّة رفعت في شهورٍ عشَرة رصيدَها في سوق الأسهم السياسيّة والاقتصاديّة، وسَعت لتعزيز الثقة لدى المواطن عاملا وصاحبَ عملٍ ومهنة، ومربّيًا ومسؤولا، واكبتها ورشة تشريعيّة استجابت لصوت الناسِ وهمومهم، وجيشٌ بطلٌ لمعت سيوفُه فانتصر الوطنُ الصغير على الإرهاب الكبير.
فأيُّ تحوّل جرى لتتبدّدَ الصورةُ ويُشاعَ القلقُ ويعودَ التساؤلُ عن المصير والكيان، ولندور في دائرة علامة استفهام تقلقنا حول الغد وفصولِ المشاريع الإنمائيّة وعجلة الحركة الإنتاجيّة بالتوازي مع صعوبات تذلّلت وموازنة تحقّقت وتعييناتٍ تولّدت وانتخابات ارتسمت.
رغم هذا التساؤل والحذر من الخطر، نبقى شعبًا لن يعود الى الوراء، فتجارب الماضي المريرة علّمتنا أن لا نفتح شبابيكنا إلا للشمس، ولوجود لا يحتلّه الفراغ، لتكاتفٍ لا يتفكّك، لمجتمع مُجمِعٍ على الإنتاج والاستمرار، ولاقتصاد يصبو إلى التطوّر والازدهار.
نعم، وطنُنا وطنُ الكيانِ والجوهر، يَبني الإنسانَ في رحم المواطَنة والانتماء والالتزام... ويعتزّ بجاليات تعمُّ البلدانَ والقارّاتِ مدركًا أنّها مواردُ أساسيّة لبلدِها الأم، لأهلِها وحركة اقتصادها.
أمام كل ما يجري وانطلاقاً من الثوابت، تعلن قوى الإنتاج: عمال، أصحاب عمل، ومهن حرة:
أنها ستبقى واحدة موحَّدة دفاعًا عن الاستقرارالاقتصادي والاجتماعي.
أنها تدعم مواقف فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيسِ مجلس النواب في الحفاظ على لبنان الجامع للجميع. 
أنّها تترقب عودة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التي تشكّل ركيزة الاستقرار.
أنها تتمسّكُ بوجوب اعتماد الخطاب الهادئ والمعتدل.
أنها تؤكد ثقتَها بصلابة عملتِنا الوطنية وقوةِ قطاعاتِنا الإنتاجية والمصرفية والخدماتية وإبداعِ عمالنا و شبابنا وشابّاتنا.
أنها تلتزم المثابرةَ على العمل لتخطّي الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشيّة.
أنها ستستمر في العمل على تنمية علاقاتنا الإقتصادية مع الدول الصديقة وبخاصة الدول العربية الشقيقة.
أنّها تؤكّد إيمانَها بقوّة جيشنا وأجهزتِنا الأمنية في الحفاظ على الامن والاستقرار.
ومن هذه المنطلقات - الثوابت، وعبر هذا اللقاء الجامع والمميّز شكلاً وجوهرًا، نؤكد أننا لن نتوانى عن العمل لإزاحة أيّ غيمة وأيّ ضبابيّة متكّلين على إرادتنا وعزمنا الاقتصاديّ والمجتمعيّ، ماضينَ في إيماننا بلبنان وطنًا لا بديل عنه، وطنًا ينحاز لشعبه ومؤسّساته ودستوره.
هذا هو وطنُنا نعملُ فيه ونُنتج لخيره، نقولُه عَملاً والتزاماً، نُنشدُه عَلمًا واستقلالا ....
تاريخُه يكمنُ في حاضره .. ونحن حاضرُه.
بقاؤنا قدرُنا .. ونحن قادرون».

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة