منْ يُعبِّدُ الطريقَ امامَ السيناريو التالي؟

خلقَ تحديدُ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري الرابعَ عشرَ من حزيران موعداً لجلسةٍ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ، حالةً من الارباكِ لدى اغلبيةِ المتردِّدينَ والذينَ لم يحسموا خياراتهمْ،
فهمْ بقدرِ ما يُدركونَ ان النصابَ سيُطيرُ في الدورةِ الثانيةِ، وان ايَّ طرفٍ من الاطرافِ لنْ يتمكنَ من حسمِ الــ 65 صوتاً في الدورةِ الاولى،
بقدرِ ما لا يُريدونَ ان يكشفوا اوراقهمْ غيرَ الملعوبةِ وغيرَ المفتوحةِ بعد..
وإذا كانَ اللقاءُ الديمقراطيُّ قد نقلَ اجتماعهُ من الثلاثاءِ الى الخميسِ مساءً ربما بداعي سفرِ وليد وتيمور جنبلاط، وتجنباً لإتخاذِ القرارِ المفصليِّ،
إلاَّ أنهُ صارَ معلوماً ان هناكَ حركةً سعوديةً لافتةً على خطِ بعضِ الكتلِ وبعضِ المتردِّدينَ لحسمِ خياراتهمْ،
منْ دونِ التدخُّلِ الواضحِ لمصلحةِ جهاد ازعور، علماً ان ازعور تنطبقُ عليهِ المواصفاتُ الاصلاحيةُ السعوديةُ،
التي عرضتها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ في اجتماعِ باريس ومع كلِّ منْ زارهمْ السفيرُ السعوديُّ...
وعليهِ هلْ تَكرُّ سبحةُ الداعمينَ لأزعور من إغلبيةِ النوابِ السنَّةِ الى نوابِ اللقاءِ الديمقراطيِّ الى مجموعةِ نوابٍ مستقلينَ وتغييريينَ بحيثُ يُصبحُ الرابعُ عشر من حزيران مُقلقاً ومربكاً للثنائيِّ وحلفائهِ؟
***
عملياً السيناريو هو كذلكَ، لذلكَ بدأتْ ماكينةُ الثنائيِّ في العلنِ وفي السرِّ بإعادةِ إحتسابِ الاصواتِ وباجراءِ عمليةِ مسحٍ جديدةٍ على النوابِ والكتلِ لتعبئةِ الفراغاتِ وسدِّ الفجواتِ..
وفي حالِ تبيَّنَ ان لعبةَ 14 حزيران دقيقةٌ وخطيرةٌ فأنَ سيناريو الاوراقِ البيضاءِ اولاً،
ثمَ سيناريو تطييرِ النصابِ ثانياً،
هما المرجحانِ للاطاحةِ بجهاد ازعور بالضربةِ القاضيةِ على ان يُعادَ السيناريو نفسهُ في كلِّ جلسةٍ.
وحجَّةُ الثنائيِّ في هذا الامرِ ان لعبةَ التعطيلِ سبقَ ان هدَّدَ بها ايضاً سمير جعجع وسامي الجميل فلماذا لا يُمارسها الثنائيُّ وحلفاؤهُ؟
ولا تُعيرُ مصادرُ الثنائيِّ اهميةً للضغطِ بالعقوباتِ في حالةِ تطييرِ النصابِ، فما همُّ "جونيه من هديرِ البحرِ" كما يُقالُ..
فالعقوباتُ تطالُ كُثراً ولم تُغيِّرْ اشياءَ في المعادلةِ من جبران باسيل الى علي حسن خليل الى يوسف فنيانوس الى مسؤولي حزبِ لله وغيرهمْ...
إذاً اللعبةُ ستكونُ لعبةَ تسجيلِ اعلى نسبِ اصواتٍ إذا حدثتْ، وبعدها طريقٌ مسدودٌ حتى اشعارٍ آخرَ...
فمنْ يُعبِّدُ الطريقَ امامَ السيناريو التالي؟