(ندوة في الحركة الثقافية في انطلياس حول كتاب للدكتور اسماعيل سكرية ( الصحة حق وكرامة  - LTUTC

 

 - Dec 08, 2017



 كلمة افتتاحية لتوقيع كتاب الصحة حق وكرامة للدكتور إسماعيل سكّرية

في الحركة الثقافية – انطلياس في 6/12/2017

الدكتور اميل أبو حبيب

 

مساء الخير، اسمحوا لي باسم الحركة الثقافية – انطلياس ان أرحب بكم جميعاً فرداً فرداً وان اشكركم على تلبية هذه الدعوة لهذا اللقاء مع الأخ والصديق والزميل سعادة الدكتور إسماعيل سكرية، أستاذ كلية الطب في الجامعة الأميركية لتوقيع مؤلفه الثالث "الصحة حق وكرامة".

وأن اشكر ايضاً الأخوة الكبار في الحركة الثقافية على كل الجهود والعطاءات التي قاموا بها على مدى أربعين عاماً، وأشكر الحاضنة الأبوية أي الرهبنة الأنطونية ودير مار الياس انطلياس على نشر الثقافة والمحبة في هذه الأرجاء. وانتهز الفرضة لكي نهنئ الرهبنة الانطونيةبيوبيلهاالثلاثماية.

أيها الأخوة نحن في زمن تراجعت فيه ثقافة القيم والاخلاقيات والانسانيات وتساقطت مفاهيمها أمام اجتياح جبروت المادة وثقافتها السطحية الاستهلاكية المشوهة والمدمة لما تبقّى من حصون المناعة الأخلاقية فتصدر الفساد يوميات حياتنا وتجذّز. لكن صوت الحق والخير بقي الأقوى والأرسخ في العمق لردع الماديين الفاسدين والمفسدين، وجبروت سلطانهم وتسلطهم، فكان صوت الدكتور سكّرية يدوي عالياً في كتابه "الصحة حق وكرامة" حيث انبرى انطلاقاً من قناعاته وثوابته الصلبة المحزنة في دماغ نيّر فطبق نهجه انطلاقاً من قسم ايبوكرات الموجود على غلاف الكتاب وللتذكير، نحن الأطباء عندما ننهي دراستنا ونحصل على شهادة الطب وعند انتسابنا الى نقابة الأطباء نؤدي القسم امام النقيب ومجلس النقابة وهنا لا نقسم على الانجيل ولا على القرآن او التلمود بل على قسم ايبوكرات الذي كان طبيباً وفيلسوفاً اغريقياً عظيماً وقد عاش قبل 2500 سنة، حيث قال عن النخبة والقدوة وخاصة عن الطبيب وعن المزايا التي يجب ان يتحلّى بها إلا وهي المعرفة ثم المعرفة، الضمير والأخلاق الدمثة، الاستقامة والشفافية ونظافة الكف وكتمان السرّ، ان يكون خلوقاً متواضعاً وان يتحلى بالعطاء غير المنظور والمحبة العادلة التي بشر بها السيد المسيح بعد 500 سنة. فالحق يقال ان الدكتور إسماعيل سكرية يتحلى بكل هذه المزايا زائداً عليها الجرأة في الدفاع عن الحق.

فقد تعرفت على د. سكرية وعرفته جيداً سنة 1992 مع بداية مشروع أسلو ومدريد والشرق الأوسط الجديد وجمهورية الطائف والوصاية السورية، فبدأنا العمل سوياً آنذاك في تحضير انتخابات نقابة الأطباء ووضعنا برنامجاً انتخابياً خلاصياً وتغييرياً حقيقياً في رسم سياسة صحية جديدة لهذا البلد، واذكر هنا كنا مع إسماعيل سكرية، فائق يونس، محمود شقير، غطاس خوري، نبيل خراط وغيرهم. آنذاك تبوأ الأخ إسماعيل مركز نائب نقيب الأطباء وقد انخرط في العمل النقابي الجدي وكان وفياً ومخلصاً لكل الطروحات التي رسمت من قبل هذا الفريق وحتى خلال ممارسته لعمله كنائب في الندوة النيابية خلال دورتين، فقد أكمل ما بدأ به المرحوم الدكتور اميل بيطار سنة 1972 حيث أقاله آنذاك سليمان فرنجية وصائب سلام. وبكل جرأة أوصل الى الشعب اللبناني بكل جميع مكوناته عمق المعاني والعبر والرسائل والأبعاد في كشف الواقع الصحي والاجتماعي علمياً واقتصادياً وادارياً وانسانياً وقانونياً وكان له الاطلالة الأولى في الملف الصحي ثم عضوية مجلس إدارة الضمان الوطني الاجتماعي من سنة 1993 الى سنة 1998 مع تجربته الاشراف على إدارة مستشفى الدكتور اميل بيطار في البترون وانتهاء بمجلس النواب في دورة 1996 الى 2000 وفي دورة 2005 الى 2009 وكانت تجربته في مجلس النواب مفجراً حقيقياً لملف الدواء الذي سرعان ما تمدد ليشمل محتويات الصحة الاجتماعية كافة، فكان حصيلة نضاله صدور كتابين، الأول هو "مافيا أم أزمة نظام" والكتاب الثاني "الحق في الصحة في لبنان" ثم كرت المسبحة فنشر مقالات في الصحف واقام ندوات وأجريت معه مقابلات تلفزيونية واذاعية لشرح قضية الصحة في لبنان وسبل تغييرها وتطويرها، وآخر اعماله صدور كتاب "الصحة حق وكرامة".

فباختصار الدكتور إسماعيل سكرية هو أستاذ في الطب والأخلاق والإنسانية وطبيب بارع في مهنته ومثقف اصيل ومناضل شريف في مجتمعه. اطال الله عمره ليظل علماً كبيراً من اعلام النضال للحق وللمعرفة والكرامة. 

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة